
الجزائر تحاول منافسة المغرب على منصب نائب رئيس الاتحاد الإفريقي
صحيفة - الرباط
يتوقع العديد من الخبراء أن المنافسة بين المغرب والجزائر ستزداد حدتها في القريب العاجل حيث تحاول الجزائر منافسة المغرب على منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، بهدف تأكيد ريادتها في إفريقيا بعد سنوات من التراجع السياسي.
ومع اقتراب موعد انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي في فبراير، أرسل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وفدا رفيع المستوى مكون من ثلاثة وزراء في جولة دبلوماسية لحشد الدعم لترشيح ممثلة الجزائر السفيرة المقربة من تبون، سليمة مليكة الحدادي، التي تشغل حاليًا منصب الممثل الدائم للجزائر لدى إثيوبيا والاتحاد الأفريقي.
وشهدت الحملة سفر مسؤولين جزائريين عبر القارة للقاء قادة زامبيا وإريتريا وبوروندي وأوغندا وإثيوبيا للترويج لترشيح حدادي ورؤية الجزائر للاتحاد الإفريقي.
كما استقبل تبون مؤخرًا في الجزائر العاصمة رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، أحد أعضاء الإتحاد الأكثر نفوذاً.
وفي حديثه من أديس أبابا، وصف وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف ترشيح بلاده بأنه “واجب أخلاقي”.
وأعلن عطاف في 17 ديسمبر أن “هذا ليس سعياً وراء الهيبة الفارغة أو الغرور السياسي” بل قرار نابع “من التزام الجزائر ورغبتها الصادقة في خدمة أفريقيا في هذا الوقت من عدم اليقين العالمي.
جبهة البوليساريو: أجندة الجزائر في الاتحاد الإفريقي
إذا حصلت الجزائر على منصب نائب رئيس الاتحاد الأفريقي، فمن الواضح أنها ستسعى للدفاع عن أحد أقدم أصدقائها في المنطقة: جبهة البوليساريو التي طالما دعمتها الجزائر ولعقود من الزمن في حربها ضد المغرب.
وانسحبت الرباط من منظمة الوحدة الإفريقية في عام 1984 بعد قبول البوليساريو كعضو في المنظمة
ومع ذلك، عاد المغرب مرة أخرى إلى كرسيه بالمنظمة سنة 2017 من أجل الدفاع” عن موقفه من داخل الاتحاد الأفريقي، دون الاعتراف بالبوليساريو.
بل إن المسؤولين المغاربة هددوا بطردها من الاتحاد بمجرد أن يحين الوقت المناسب لذلك.
ولا يقتصر السباق على منصب نائب الرئيس على الجزائر والمغرب، بل يتنافس أيضًا على هذا المنصب مرشحون آخرون من شمال إفريقيا، من المقرر أن يشغلوا هذا المنصب في عام 2025.
حيث توجد أيضا الخبيرة الاقتصادية المصرية حنان مرسي والدبلوماسية الليبية نجاة حجاجي اللتان تتمتعان بمؤهلات قوية، وخبرة واسعة في الأمم المتحدة وبنك التنمية الأفريقي.
ومن الممكن أن يجذب ترشيحهم العديد من الدول الإفريقية الراغبة في تجنب الانحياز إلى أي طرف في الخلافات بين الجزائر والمغرب.