
خطاب تبون بالبرلمان: كذب وحقارة وغياب مقومات المروءة لدى الرئيس
صحيفة - الرباط
أكد الخطاب الأخير للرئيس الجزائري الذي ألقاه اليوم الأحد أمام مجلسي البرلمان، ما كان يخشاه الكثيرون: أن الجزائر لازالت تعيش تحت قبضة نظام سلطوي غير مؤهل لقيادة البلاد.
حيث وصف تبون في معرض خطابه الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال بأنه “دجال مرسل من قبل فرنسا”
ووصف صنصال أيضاً بأنه مجهول النسب وأنه لا يُعرف لا والده ولا أصله وفصله، وتخطى تبون عتبة الابتذال والدناءة، وانغمس في هجوم شخصي حقير.
تصريح تبون لم يكشف فقط عن تعصبه الزائد تجاه حرية التعبير، بل كشف أيضا عن مدى عجزه في قيادة بلد يعيش على أعتاب أزمة اقتصادية حادة.
ويعتبر المراقبون أن اعتقال صنصال، الكاتب المعروف والصوت المعارض للسلطة الحاكمة بالجزائر، في منتصف نوفمبر الماضي، بتهمة “المساس بأمن الدولة” إعتبروه بأنه قمع جبان وسخيف، يكشف عن حجم المعاناة التي يعيشها هذا النظام السلطوي أمام صوت المثقفين.
وبدلاً من البحث عن الحلول للأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالجزائر، هاجم تبون فرنسا متهما إياها بوقائع لا أساس لها من الصحة، حيث قام تبون بإلقاء اللوم على القوة الاستعمارية السابقة للجزائر وهو العذر المفضل دائما عند هذا النظام الفاشل.
ويصر تبون على أن “الاستعمار الفرنسي ترك الجزائر في حالة دمار وخراب”، متناسيا عن قصد أن بلاده إستقلت منذ أكثر من ستة عقود.
ويجمع المراقبون أن الجزائر اليوم هي ضحية لطبقتها الحاكمة، إذ يفضل تبون و”جنرالاته” الحفاظ على صراعات وهمية مع فرنسا والمغرب بدلاً من التركيز على وضع حلول للوضع الإقتصادي الهش، ولمشاكل الهجرة الجماعية للشباب، واستفحال الفساد.
ملف الصحراء المغربية كان له نصيب هو الآخر من تصريحات تبون، فبينما يضاعف المغرب انتصاراته الدبلوماسية، خاصة مع تزايد الدعم من المجتمع الدولي لخطة الحكم الذاتي، فإن الجزائر لازالت تحبس نفسها في مستنقعات البوليساريو الراكدة.
تبون تحدث عن مقترح الحكم الذاتي واصفا إياه بـ “الخطة الفرنسية” التي انطلقت من وسط العاصمة باريس، حيث نشأت وترعرعت في عهد الرئيس جاك شيراك، حسب تعبيره دائما.
مناورة أخرى فاشلة من تبون للتستر على إخفاقات الدبلوماسية الجزائرية. وحشد المزيد من الدعم الداخلي لمرتزقة البوليساريو التي أصبحت تشكل عبئا ثقيلا على جيب المواطن الجزائر البسيط الذي لازال يعاني من حجم الإنفاق الذي يدخل جيوب بن بطوش ورفاقه منذ السبعينات وإلى غاية كتابة هذه السطور.