
دورية جزائرية تنتهك السيادة الموريتانية ردا على تقارب نواكشوط مع الرباط
صحيفة - متابعة
كشف النظام الجزائري القناع مرة أخرى عن وجهه الحقيقي بعد استهتاره الصارخ بالأمن والاستقرار الإقليمي وعدم احترامه لسيادة الدول المجاورة.
فقد كشفت مصادر موثوقة أن كتيبة تابعة للجيش الجزائري تسللت أول أمس الجمعة 20 ديسمبر، إلى عمق الأراضي الموريتانية، بالتزامن مع زيارة الرئيس الموريتاني للمغرب.
وشكل هذا الاقتحام الذي شهد وصول دورية جزائرية إلى مشارف منطقة “مجهر شجار”، انتهاكا صارخا للسيادة الموريتانية، حيث تقدمت الدورية العسكرية حوالي 90 كيلومترا داخل التراب الموريتاني.
هذا التحرك الاستفزازي، الذي حدث بعد ساعات قليلة من اللقاء التاريخي بين الملك محمد السادس والرئيس ولد الغزواني، كشف عن استراتيجية كلاسيكية متكررة للنظام العسكري الحاكم لقصر المرادية باستخدامه لأسلوب الترهيب لمواجهة التقارب الحاصل بين المغرب وموريتانيا خوفاً من أن يقلل هذا التقارب من النفوذ المزعوم للجزائر في المنطقة.
ويسعى النظام الجزائري، المخلص لأساليبه القديمة، من خلال هذه المناورة إلى بعث رسائل مبطنة لكنها واضحة المعاني إلى الرئيس الموريتاني مفادها أن أي تطور في العلاقات مع المغرب سيواجه بتدخلات عدوانية من الجزائر.
ويشكل هذا النهج الجديد القديم محاولة يائسة من جانب النظام الجزائري لتعطيل محور العلاقات بين الرباط ونواكشوط، الذي من المرجح أن يغير كل التوازنات الإقليمية بالمنطقة.
هذا الموقف المتشدد وغير المسؤول للجارة الشرقية لا ينم إلا عن ذعر النظام الذي وصل إلى حافة الهاوية، بعد أن أصبح معزولاً بشكل أكبر على الساحة الدولية.
ويندرج هذا التقارب بين المغرب وموريتانيا في إطار دينامية طبيعية وبناءة تقوم على المصالح المشتركة والرغبة في التعاون من أجل تنمية المنطقة، يقابله من الضفة الأخرى عجز النظام الجزائري عن اقتراح أي حلول للعمل المشترك بين الدول في منطقة شمال أفريقيا.
ولا يمكننا بأي حال من الأحوال اعتبار إقتحام دورية جزائرية للتراب الموريتاني حادثا معزولا فحسب بل هو جزء من سلسلة الإجراءات التي توضح رغبة نظام الجزائر في بسط سلطته على جارته الموريتانية، حتى لو كان ذلك يعني انتهاك أبسط مبادئ القانون الدولي.
لكن موريتانيا وباعتبارها دولة ذات سيادة، لا يمكنها أن تتسامح مع مثل هذه التوغلات، كما يجب أيضاً على المجتمع الدولي أن يدين وبشدة هذا الانتهاك الصارخ.
ويواصل المغرب، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الدعوة إلى الحوار البناء والتنمية الإقليمية الشاملة في المنطقة
كما أن الرئيس ولد الغزواني، ومن خلال إظهار رغبته في تعزيز العلاقات بين الرباط ونواكشوط، يبرز نضج وحكمة موريتانيا الجديدة التي تدرك حق الإدراك التحديات الاستراتيجية التي تنتظرها المنطقة.
ومن جهة أخرى لم يتبقى للنظام العسكري في الجزائر سوى إعادة مراجعة سياسته والسير على نهج الاحترام المتبادل والتعاون، بدلاً من الإصرار على مخططات بئيسة محكوم عليها بالفشل، لأن دول شمال أفريقيا اليوم لم تعد تقبل أن تظل رهينة للنزوات العسكرية والتوسعية لنظام أرعن أصبح في نهاية طريقة نحو السقوط .